1. Leibniz-Zentrum Moderner Orient
  2. Publikationen
  3. Publikationsregister
  4. لا بد من الدم: ترقُّب العنف وأخلاقياته في موسم مصر العاصف
Publikationsregister

Schielke, Samuli

لا بد من الدم: ترقُّب العنف وأخلاقياته في موسم مصر العاصف

(La bud min al-dam: Taraqqub al-ʿUnf wa 'Akhlaqiyyatoh fi Musam Misr al-ʿAsef))

Maʿhad al-ʿAlam lil Dirasat, 18.07.2018

Abstract

كيف برز سفك الدماء كَحلٍّ مرجوّ لتوترات واضطرابات الفترة الثورية؟ وكيف تفاعل أناس مختلفون، اتخذوا موقفاً محدداً من أحداث عام 2011 إلى عام 2013، مع العنف المروّع الذي وقع في صيف وخريف عام 2013؟ بهذه الأسئلة، أودّ أن أساهم في نقاشٍ بدأه أكاديميون مهتمون بقضية الثورة يكتبون عن مصر، من أجل محاولة فهم الدعم واسع النطاق الذي حظِيَ به القتل الذي برز في مصر في صيف العام 2013.

وحجتي الأساسية هي أنه على الرغم من أنَّ العنف الذي انتشر في أعقاب 30 يونيو 2013، والذي كان من الواضح أنه نتيجة لمناورة متعمدة، وتصعيد من قِبَل أقوى اللاعبين المعنيين، إلا أن كثيراً من دعم المصريين الفعلي لهذا العنف كان أخلاقياً في طبيعته، كنتيجة لتكثيف حالة الاستقطاب، حيث تصاعدت الحاجة إلى الدفاع عن الحق في مواجهة الباطل في مسار مستمر مشحون بالتوتر والإرتباك والقلق.
 

في هذا السياق من "الخوف المكسور"، لم يكن هناك شيء يماثل التغلب على هذا الخوف، وكان توقّع أن "سيكون هناك دم" هو الوعد بالوصول إلى الوضوح والنقاء والحقيقة من خلال معركة حاسمة. يمكن وصف حالة التحريض على سفك الدماء ودوامة العنف بأنها شكل من أشكال التأهيل الأخلاقي حيث يتم تأسيس شعور بالنقاء من خلال المواجهة الدراماتيكية الجذرية. وللمفارقة، خلال صيف 2013 الدامي، كان من المرجح أحياناً أن تفتح لحظات الإرباك، والتشوش، والذهول، وفقدان الأرضية الصلبة، طرقاً للخروج من دائرة الكراهية والمواجهة أكثر مما تفعل المبادئ الثابتة والواضحة.

إن الشر والعنف قريبان من الاستقامة والنقاء، وثمّة أوقات يمكن أن يكون فيها الضعف والإرتباك هما الموقف الأخلاقي الأفضل.ربما فشل المعلقون على الأحداث (وأنا منهم) في ملاحظة التأهيل للعنف المتضمن في مسيرة الحركة الثورية، إلا أنه كان موجوداً وظاهراً، ولكننا لم نرغب في رؤيته. كونه لا يلائم الصورة الرائعة للمقاومة الثورية. لكننا لا نستطيع فصل المقاومة الرائعة عن سفك الدماء المروّع، تماماً كما لا يمكننا عزل ازدهار الحياة الثقافية عن انتشار جرائم الشوارع العنيفة في عام 2011 وما بعده، لأنها تنتمي إلى الحالة الواحدة ذاتها.